الدقائق تمضي بطيئة وثقيلة مثل اكياس من رمل مبلل وعلى فمها رماد لاتعرف مصدره وفي احدى الغرف انتصب يتحدث عن قضية مهمة .كان صوته يقفز فوق السلاسل ويسقط حول اذنيها مجموعة من الحروف الطائرة لكنها لم تستوعب ولا كلمة واحدة!!ولم تظهر على عينيه القريبة من قلبها اي استجابة سعيدة !سالتها صديقتها : هل سنبقى هكذا لمزيد من الوقت ؟ ردت عليها برقة : اما انا فعلى استعداد للبقاء حتى الصباح!ثم لملمت فمها باسلوب خجل وكانها تسحب بعض من كلامها .خرج من تلك الغرفة وقفت مسمرة في مكانها شاخصة العينين ,لكنه مر من امامها مر الكرام !!لقد تجاهلها متعمدا ! وهنا حدثت الكارثة انهارت الصخور في اعماق الجبل واختلط الرمل بماء الينابيع وتلطخت الزهور بالوحل , وهاهي امام صديقتها تبني عمار من الحسرات الصامتة ,واحست ان اعضائها تذبل وتقع حولها . في تلكاللحظة الحزينة لحظة موتها علمت ان ماحدث اليوم كان الخطوة الاولى نحو الغياب الذي لاضهور بعده والماكنة تدور منذ اشهر لكن الزيت يضيع بين اللوالب تدريجيا . وقبل اشهر غير محددة هي لاتدري فليس من السهل ان يعرف المرء تاريخ الخفقة الحقيقية الاولى هبط القمر فوق صدرها وامتلئت كل قطرة من دمها باشعة عين لم تعد تصبر على فراقها فكيف ماحدث اليوم ؟ افترقت عن صاحبتها التي لم تجد كلمات تعزيها بها , تسير منفردة لاتود الوصول الى المنزل فهي حزينة , تعيسة ,اتعس فتاة في هذا العالم عليها ان تتصنع اللامبالاة وان تتكلف الابتسام وان تحكي لافراد عائلتها ماحدث هذا النهار وان تاكل , يالمصيبة كيف لهذه المعدة التي انطوت على نفسها كل هذا الانطواء ان تهضم طعاما ؟وصلت الى منزلها ابتسمت وهي تبكي في داخلها ,حكت احداثا سعيدة وروحها مشبعة بالكوارث والنكبات اكلت وهي بالكاد تبتلع ريقها , دخلت غرفتها واغلقت الباب ورمت جسدها على السرير هل تبكي ؟ كانت تتمنى فعل ذلك لكن الدموع غالية ويجب ان تسكب لمن يستحقها وهل يستحقها هو ؟ وما فعله هذا النهار ؟ تجاهلها متعمدا وكانه لايعرفها تعمد فعل ذلك دون ان يهمه امرها , انزلقت دمعة من عينها , دمعة مؤلمة , جففتها باصابع يدها المرتعشة ثم تذكرت : لقد احبته يوم الاحد وتعذبت يوم الاثنين وقدمت السؤال يوم الثلاثاء وانتظرت طوال يوم الاربعاء وجائت اجابتة يوم الخميس وقررت بكل حزم ان تنهي حياتها يوم الجمعة لكنها غيرت رايها يوم السبت لانه لايستحق ذلك